samedi, juin 02, 2007

حصيلة يوم المغرب العربي الكبير


إذا مر يوم 1 جوان 2007، يوم التدوين من أجل المغرب العربي الكبير. عدد المدوين كان كبيرا و كبيرا جدا و المقالات و الآراء انقسمت بين مؤيد و معارض للوحدة. شخصيا أعتبر نفسي مقصرا رغم ماكتبته من مقالات. كان من المفروض أن نستعرض في مقالاتنا ما يجمعنا و أشقائنا المغاربة من نقاط التقاء على غرار الوحدة الجغرافية اللصيقة و الممتدة على أكثر من 5 ملايين كم مربع، و التاريخ المشترك حيث سكن أراضينا البربر و ضمت سواحلنا مرافئ الفينيقيين و غزانا الرومان و الفندال قبل أن يفتحنا العرب و نعتنق الدين الاسلامي. شهد مغربنا قيام عديد الدويلات مثل المرابطين و الموحدين و الصنهاجيين و الفاطميين و شهد مغربنا امتداد الأمويين و العباسيين. مغربنا كان شاهدا على المناوشات و التدخل الأجنبي الاسباني و التركي و الانقليزي وصولا الى الاحتلال الفرنسي و الايطالي و حركات التحرر الوطني. و من هناك بدأت عملية بناء الدول المغاربية المستقلة و بدأت تشهد معركة التنمية و محاربة الفقر و الأمية و تحرير المرأة و بناء الاقتصادات الوطنية. نقاط الالتقاء تتعدى التاريخ و الجغرافيا إلى الثقافة المشتركة و اللباس و المأكولات و اللغة.كما أن بلدان المغرب العربي يلتقون على مستوى الأنظمة السياسية و التفاوت في مستوى الديكتاتورية باستثناء الديمقراطية الشابة و الوحيدة الموريطانية. نقاط الالتقاء تتخطى كل ذلك إلى حد الاهتمامات المشتركة فيما يتعلق بالاقتصاد و التنمية و الشراكة مع الاتحاد الأوروبي و الأمن المشترك في محاربة الارهاب و ظاهرة الهجرة السرية باتجاه أوروبا. و قد استعرضنا نقاط الالتقاء، فإن نقاط الخلاف تتمثل أساسا في تفاوت نسبة التنمية في بلدان المغرب العربي. ففي وقت تعاني فيه موريطانيا من الفقر و مؤخرا من شبح المجاعة، تتربع تونس و المغرب على عرش التطور و التنمية و الاستثمار الأجنبي في حين أن المشاكل الأمنية التي عرفها الجزائر و الحظر الذي كان مفروضا على ليبيا تسببا أساسا في تأخر نسبي للبلدين. الوضع الأمني و السياسي مهم في المنطقة لا سيما مع مشكلة الصحراء الغربية و التي تعتبر أهم مشكلة و عقبة تواجه مسيرة الاتحاد. و لكنني أنا مؤمن أن الارادة السياسية قادرة على تخطي العقبات السياسية فالاتحاد الاوروبي يعاني من مشاكل بين دوله على غرار إسبانيا و بريطانيا بسبب جبل طارق إضافة إلى حساسيات الحربين العالمتين و الحرب الباردة و اللغة و الثقافة المختلفة و مع ذلك نجح الاتحاد الاوروبي في إعادة الوحدة للقارة العجوز و لا أدري لماذا تتحطم الوحدة على الصخر العربي؟ 80 مليون ساكن بالمغرب العربي يمثل سوقا استهلاكية و استثمارية مهمة ووجهة سياحية و بقعة جغرافية تزخر بالموارد الطبيعية و البشرية. لكن حالة عدم الاتحاد تتسبب سنويا في خسائر تبلغ ملايين الدولارات لدول المغرب العربي. أقول لهؤلاء المتخوفين من الوحدة، إن إملاءات الأوضاع العالمية الجديدة و المعقدة و تنامي التكتلات يفرض علينا بناء اتحاد المغرب العربي كما أنه على الأشخاص المشككين في الوحدة أن يقوموا بحسابات مالية و استراتيجية و أن يقوموا بدراسة الملف من كل جوانبه لا أن يكون رفضهم للاتحاد بدوافع مجهولة. كما أن القول أن الاتحاد يهدد الهوية الوطنية فإن ذلك غير صحيح فالاتحاد الاوروبي لم يهدد الهوية الوطنية الايطالية أو الفرنسية أو الألمانية أو الاسبانية او البريطانية. إنها فقط الرغبة السياسية و العزيمة من أجل المضي قدما بالاتحاد. أنا مع الاتحاد لأنه الضامن الوحيد من أجل تحقيق التقدم و التكامل الاقتصادي و التنموي و الاستفادة من الخبرات و التموقع في مركز قوة. كما أن بناء اتحاد مغرب عربي إضافة إلى تكتلات عربية أخرى مثل مجلس التعاون الخليجي قادرة على تحقيق وحدة عربية. أنا مع الوحدة الاقتصادية، مع فتح الحدود، مع التعاون الأمني، مع اتحاد على مستوى الرأي السياسي الذي يمس بمشاكل عالمنا المغاربي و العربي و لكن مع الحفاظ على الهويات الوطنية و الخصوصيات لكل بلد و هذا ليس بالصعب كما أنه ليس بالهين. إن من يتحدثون عن الحفاظ عن الوحدة الوطنية و ضد الوحدة هم نفسهم من يرتدون سراويل الجنز الأمريكية لوفيز ستراوش و يأكلون البيتزا الايطالية و يستمتعون بشمس الكوت دازير الفرنسية و يلعبون القولف الانقليزي